متى يأتي ذلك الشيء المُسمى بالسلام النفسي؟ طيب إيه هو السلام النفسي! من معرفتي النادرة بيه هو لحظات الرضا والقناعة أنه لم يكن في الإمكان أفضل مما كان.
يعني تقعد تلف وتدور وتجري جري الوحوش وفجأة ربنا يبعت لك شيء غير اللي كنت مستنيه؛ قد يكون أفضل وأكبر أو مسار جديد لحياتك، باب عمرك ما فكرت تفتحه قبل كده. بتقف للحظات وتبص للسما وتقوله دايما بتدبرها أحسن!
وأحيانا بيكون السلام النفسي هو نتيجة لقعادك مع نفسك فترات طويلة بعيدا عن زخم الحياة المعتاد، في سفر طويل أو رحلة لمكان منعزل عن حياتك الصاخبة المعتادة. بتلاقيك قاعد بتراجع سنين عدت وتفكر في السنين الجاية، تبدأ تحس للحظات بأنه يااااه اللي خلاني أعدي كل ده ورتب لي الخطوات دي ورا بعض بالشكل ده وبالتزامن ده أكيد هيساعدني في اللي جاي ويدبر لي برضه.
المشكلة أن الانسان مهما يمر بلحظات رضا وسلام نفسي ترجع تاني الحياة تشدة لمفرمتها وتقوله ما تقلق شوية! طيب حس بعدم الأمان من المستقبل شويتين! لأ أنت حمار واللي فات صُدف ومش هتتكرر...وترجع تجري جري الوحوش من تاني!
الحياة ما هي إلا أرجوحة بين المفرمة ولحظات الرضا اللي في النص، مفيش جزء منهم ثابت علشان نقدر نعمة الاتنين، أيوة حتى المفرمة نعمة علشان عندنا المقدرة ندخلها ومش كل الناس بتقدر على ده. في ناس بتتملكهم لحظات يأس أبعد من الأرجوحة وتخليهم يأخدوا جنب من الحياة ككل، اختاروا الظل لحد النهاية لأن قواهم خارت أسرع، يمكن يرجعوا للأرجوحة تاني ويمكن لأ ده اختيارهم.
بس لو أنت بين المفرمة والسلام النفسي يبقى أنت لسه قادر تعيش.