السبت، 19 سبتمبر 2015

كن تافها تعش سعيداً



جيلنا، لأسباب قد تعود للتربية الخاطئة أو لمعايشتنا للثورة آخر سنين، جواه اعتقاد أنه لازم يعمل حاجة مهمة وكبيرة بحياته، يعني يا الأهل من صغره بيقولوا له عايز أشوفك وزير/سفير /عالم فضاء، يا الثورة خلتنا نحس أننا هنغير وقادرين على التغيير على نطاق أكبر من حياتنا كفرد.

 وبفشل الثورة (آه فشلت لازم نعترف) كل الإحساس بأننا هنعمل حاجة كبيرة ومهمة في حياتنا انتكس وللأسف انتكست معاه مشاعرنا وأحساسينا بأننا أصلا قادرين على الحياة، أو هو المفروض الحياة العادية تبقى ازاي؟! 

الحقيقة احنا اتربينا غلط، محدش اتربى فينا وأهله علموه يستمتع بحياته أو طول الوقت لو حاول يستمتع يقولوا له اعمل حاجة تانية أفيد لك! وكلنا بعد الثورة كنا محتاجين دعم نفسي بشكل متفاوت بس كنا محتاجينه فعلا!

أغلبنا بعد الثورة مكانش عارف هو بعد اللي مات واللي اتحبس والفساد اللي بيتضاعف ومفيش سبيل لحياة كنا بنفكر فيها هنعمل ايه؟! البعض توصل للحل أن الحياة هتكمل برة البلد والبعض لسه جوة بين مكتئب ومنتحر وساعي لحياة جديدة بموازين أجدد.

الحقيقة أن الحياة مش لازم تبقى كلها خوارق علشان تكون عايش بجد، يعني مجرد أنك تدرس حاجة بتحبها وتشتغل شغل مش مضايقك وتروح تسافر من فلوسه وتنبسط أو تأخد كورس طبخ ولا رقص ولا ميك آب ولا تروح تربي عضلاتك دي حياة..ومش حياة تافهة زي ما أهالينا كانوا فاكرين، هما كمان مكانوش بيعرفوا يعيشوا إلا بنِسَب قليلة جداً.

الساحل والحفلات والسفر والچيم واللبس مش تفاهة، مش المفروض أقضي حياتي في معمل ولا على منبر سياسي علشان أكون عشت صح، تقدر تساعد اللي حواليك على قد ما تقدر، تنشر معلوماتك وخبراتك في أي شيء حتى لو الطبخ أو الخياطة؛ دي برضه حياة مفيدة بس مش بالكتالوج العقيم اللي اتحط لنا!

عزيزي المكتئب، روح ادرس حاجة كنت مأجلها من زمان واتعلَّم حاجة جديدة شايفها صعبة، روح الچيم اللي اشتراكه لسه زي ماهو على الرف ، انبسط وأعمل أي حاجة تبسيطك حتى لو صغيرة زي أنك تروح مشوار طويل علشان توصل لمحل الآيس كريم اللي بتحبه..الحياة لازم تكون مليانة بنشاطات علشان ما يكونش عندك الوقت أصلا تقعد تجتر جراحك وتمصمص شفايفك على اللي فات، أو تشيل هم اللي جاي! اللي جاي ده محدش عارف فاضل فيه قد ايه فمش معقول تشيل هم البشرية على كتافك وأنت مش عارف أنت بكرة عايش ولا لأ! الأهم أنك تعيش.

الحياة مش لازم تكون مكلكعة علشان تبقى حياة، الحاجات اللي مش بتؤدي لاكتشاف نظريات علمية مش بالضرورة تكون تافهة أو تضييع للوقت..مفيش شاب أسترالي/نيرويجي/ أسباني بيعيش بنفس المنطق ده ومع ذلك بتحسده على حياته وجمالها وبساطتها!

لو دي تفاهة يبقى كن تافها تعش سعيداً :)

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

الموت بييجي امتى!


بعيداً عن الكآبة اللي بتبثها فينا سيرة الموت بس مايمنعش نفكر هو ليه بييجي بدري لناس ومتأخر لناس تانية، طول عمري مقتنعة أن الإنسان مخلوق لسبب يأديه ويمشي! ربنا مش هيخلقنا عدد في الليمون وخلاص يعني!

الطفل اللي بيموت بعد شهور من ولادته، فرحة أهله بولادت ويمكن رحمة لهم قبل ما يكبر أو يمكن كان القشة اللي هتربط اتنين مش المفروض يكملوا مع بعض. حتى المتسول اللي محدش بيبص له على سلم المترو لحد ما يوم يكتشفوا موته المفاجئ رسالة لمجتماعتنا القاسية اللي نظرها بيتلفت بعد فوات الآوان...حط احتمالات وافتراضات قد ما تقدر.

الزوج البخيل المناكف اللي مراته بتتمنى يموت النهارده قبل بكرة ومستحملاه علشان العُرف والأولاد والمجتمع برضه في سبب في وجوده ولو بشكل عكسي، زي ما بنقول تكفير ذنوب واختبار لصبر اللي حواليه..ربنا ما بيخلقش حد من باب العبث!

بس ميعاد الموت اللي دايما بيفاجئني، في شباب كتير بقوا يموتوا لأسباب مش المفروض يموتوا منها؛ رحلة ولا خروجة ولا أكلة ولا عملية تخسيس مليون حد قبلهم عملها. أرجع وأفكر يمكن موته ده الرسالة اللي جاي لها ...يمكن!

يمكن مش مُقدر له يقوم بأي حاجة في حياته تانية خلاص؟! طيب واللي بيوصلوا لسن 80 أو 90 سنة دول بيعملوا إيه؟! مش إعتراض على وجودهم قد ما بأحاول أحط الحالتين قصاد بعض. يمكن برضه طول عمرهم اختبار لولادهم وللي حواليهم وتكفير ذنوب لهم بأمراضهم اللي مضطرين يمروا بيها؟ .. يمكن!

الخلق والموت أسرارهم عجيبة في توقيتاتهم وتفاصيلهم اللي عمرنا ما هنعرفها، كل شخص بيخلق جواه اعتقاد وسبب للموت وبيؤمن بيه على أمل أنه صح بس محدش عارف فينا الحقيقة والسر فين...يمكن نعرفها بعد عمرنا لو ربنا أراد .. ويمكن برضه مانعرفش!

**آسفة لو تدوينة كئيبة ومش لطرح نقاش وتعليقات بس أخبار الموت والاحساس بإنه قرب أوي خلاني أطلع حبة من اللي جوة.